صور

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

مسؤولية التعليم على عاتق من تقع ؟

   


يعتقد البعض أن التغيير يجب أن يأتي من أعلى سلطة للدولة، ويبقى منتظراً لتلك القرارات لتصدر و يتفنن في إلقاء اللوم على الآخرين .
   فكل أب و أم يرسل ابنه أو ابنته للمدرسة في كل يوم دون أن يكون هناك إلمام بما سيواجهه ولده في ذلك المبنى ذو الأسوار العالية. الذي يتم فيه بناء جيل جديد و تكوينه و غرس القيم و الأفكار فيه، و محاولة التخفيف من سلوكياته غير الجيدة ، فهو أب مخطئ كل الخطأ .ففي الحديث النبوي السالف الذكر يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسؤول الأول عن بناء الطالب هو الوالد ، فباهتمامه بولده أو ابنته والسؤال عن أخلاقه و معاملة ولده لمن هم معه في مدرسته ،والاتصال بمعلميه و المشرفين عليه من شأنه أن يساهم في رفع مستواه الدراسي والأخلاقي . فمثلا  «في بريطانيا حذرت جمعية المعلمين من أن المعلمين والمدرسين لا يمكنهم أن يصلحوا الخلل الذي يصيب العلاقات والقيم العائلية، كما لا يمكنهم أن يتحملوا نتائج هذا الخلل وآثاره على حياة التلاميذ وأدائهم الدراسي ، وطالبت الجمعية الآباء بتولي مسؤولية تعليم أبنائهم وتربيتهم باعتبارهم المربين الأساسيين للأطفال .».
    لا أحد منا ينكر دور الأسرة في جودة التربية والتعليم و بناء شخصية التلميذ وتهذيب أخلاقه بل إنها المحصن الأول والمؤثر القوي على معتقداته وأفكاره التي تجول بخاطره.وقديما قال الشاعر :
 بأبيه اقتدى عدي في الكرم     ومن يشابه أباه فما ظلم
  صحيح أن المدرس له دخل قوي وتأثير بليغ على شخصية الطفل. ولكن ذلك مشروط بأن تكون الأسرة مساعدة للمدرس في بنائه الذي ينشُدُه وهدفه الذي يرمي إليه.فالأب الذي يسأل ابنه عن حصاده العلمي وزاده التربوي ويحاول قدر الإمكان الدفع بابنه لاكتساب القيم والاستمساك بالعقائد التي ينشُدُها المدرس فذلك هو الأب الحق الذي يمكن أن ننعته بالأب المساعد والمنخرط في العملية التربوية . أما الأب الذي لايعرف حتى مستوى ابنه او ابنته،أو أين يدرس أو من هم رفقاؤه فهذا أب تجرد من مسؤولياته فهوشخص يوفر الأكل والشرب والمأوى  للأبناء فقط. وإن تعجب فالعجب أكبر لما تجد الأسرة هادمة لعمل المدرس عن قصد أو غير قصد. فتجد أن الأستاذ ينصح بالحياء فإذا بالأسرة تخل به. وينصح المدرس بالحشمة والأخلاق الحسنة والتخلق بقيم الإسلام فإذا بالوالد يدعوا إلى مخالفة ذلك بطريقة غير مباشرة دون أن يشعر، فتصرفاته وتعاملاته وأخلاقه تعدُّ كتابا مفتوحا بين يدي ابنائه يتعلمون منه ويقتدون به .
     يقول الأستاذ بلخير سرحاني : « لقد كان الرجل قديما يأتي إلى المدرس ويقول له: هؤلاء أبنائي أدبهم فإن عيوني متعلقة بهم، وعيونهم متعلقة بك. فالحسن عندهم ما حسنته والقبيح عندهم ما قبحته. فيكون ذلك دافعا لاستنهاض حماس الأستاذ لمّا يعلم الرغبة الملحة للأسرة في تهذيب أخلاق أبنائها وتغيير سلوكيات فلذات كبدها، واثقة في أخلاقيات الأستاذ ومفوضة له مسؤولية التأديب » وهذا أمر مجرب ومشاهد فلو سألت عنه الكثير من المدرسين لقالوا لك إن من يوصيني بابنه ويهتم به ويوكل أمره لي فهي أمانة حملني إياها ويجب علي أن أأديها بقدر ما أستطيع .ويضيف الأستاذ « فاستقامة أي تلميذ أو انحرافه مرده إلى التربية التي يتلقاها في أسرته ويراها سارية في بيته وفي الحديث المشهور -المذكور سابقا- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودان أوينصرانه أويمجسانه… » رواه البخاري ومسلم. فعلى الأقل ينبغي للأسر أن تتقي الله في أولادها ولا تكون سببا لهدم بناء المدرس معينة بذلك وسائل الإعلام الفاضحة وبرامج الانترنيت الخليعة فالبناء لايتم إذا كان وراء الباني هادم واحد فما بالك بالباني الذي من ورائه ألف هادم ».

 

0 التعليقات :

إرسال تعليق