أستاذة اللغة والأدب العربي
عائشة بوزيدي
أما سألت يوما من كان وراء هذا النور الذي أنار طريقنا وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، نجوم تهدي إلى طريق الحق بمن اقتدينا اهتدينا .كم نحن بأمس الحاجة إلى سيرتهم إلى مواقفهم . فبحياتهم تزول المحن و بموتهم تتعاقب الإحن وتكثر الفتن .
نعم هو علم من أعلام التاريخ ومصباح من المصابيح، رجل حكم المسلمين بالعدل والإحسان وسار فيهم من سيرة الرجل العظيم محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم .فقد كان كصاحبه إحساناً وتقوى .وهدى وعلما.حكم الأمة الإسلامية أثنى عشر سنة ،كثرت في عهده الفتوحات واتسعت رقعة الدولة الإسلامية ،وجمع الله به ما اختلف عليه الناس ففي عهده جُمع القرآن على حرف واحد وحفظ من التحريف فوصل إلينا كاملا ...
انه عثمان الخير. انه عثمان الصدق والإيمان انه عثمان البذل والتضحية بالنفس و النفيس انه عثمان بن عفان بن أبي عاص بن أمية ،أبو عمر و أبو عبد الله القريشي أمير المؤمنين و ثالث الخلفاء الراشدين فهو صحابي جليل القدر والمكانة (ويكفي أنه أول ما شرف به إنه ولد على يد أبي بكر الصديق) وكان رابع الأربعة دخلوا الإسلام ،إنه أمير البررة وقتيل الفجرة مخذول من خذله ومنصور من نصره ،إنه صاحب الهجرتين وزوج الابنتين ذو النورين وهو احد العشرة المشهود لهم بالجنة وأي جنة كان يسعى إليها فهو الذي اشتراها من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين احداهما كان حفر بئر رومة والأخرى تجهيزه لجيش العسرة (غزوة تبوك) –.
وإن أعظم منقبة سجلت له ولا ينساها التاريخ أبدا بل ينساها أهل أبدا لأنه بها إجتمع شمل الأمة وذهب كيد الشيطان عنها.الا وهو جمعه الناس على حرف واحد و كتابة المصحف على العرضة الأخيرة التي درسها جبريل مع الرسول صلى الله عليه وسلّم في آخر سنوات حياته .
نحن بحاجة ماسة لأن نربي أنفسنا وجيلنا على أن ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء أخرجت لنا قادة دان لها الشرق والغرب وأزرتت لنا علماء مازالوا بسيرتهم قدوة حسنة لنا فهذا الصحابي الجليل الذي أسلم في السنة السادسة عام الفيل وكان أول السابقين إلي الاسلام فما إن سمع من أبي بكر عرض الدعوة إلا و انطلاق لسانه يردد الكلمة التي دان لها العرب والعجم في ذلك الزمن :لا إله إلا الله محمدا رسول الله .
كان عثمان من اجلّ الرجال وجها واحسنهم شكلا وأروعهم خلقا وأكثرهم حياءا أليس هومن قال فيه خير المرسلين لما جمع ثيابه حين دخل عليه:
{ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة }
الله أكبر لا إله إلا الله عجبا لك يابن عفان تستحي منك الملائكة لشدة حيائك تشد ثيابك حتي لايظهر شئ منك وتغسل وحدك حياءا من الله .
- لقد كنت مثلا رائعا للصدق والايمان والحياء والبذل في سبيل الله
- قتلت مظلوما ومن قتلك كان ظالما ومن خذلك كان مخذولا- في يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة حتي وإن إختلف الروّاة في عام قتلت .إلا أنه كان يوما عظيما وفاجعا على الأمة الاسلامية فبكتك النساء وبكاك الصحابة وأكثرهم حزنا عليك علي بن أبي طالب فرضي الله عنك وجمعنا بك في جنات النعيم مع حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلّم اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين.ولا مضلين .
0 التعليقات :
إرسال تعليق