إعـــــداد التلميذ:
صادق بن غربي ثالثة آداب وفلسفة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( خيركم من تعلم القرأن و علمه ) ، و عن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه” رَوَاهُ مُسلِمٌ.و عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: “ما أذن اللَّه لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن” : يجهر به. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
معنى “أذن اللَّه” : أي استمع. وهو إشارة إلى الرضى والقبول.
من مدينتنا هذه « فيض البطمة » يبرز علم شيخ حافظ لكتاب الله عز وجل يعد من بين الأوائل المؤسسين للمدارس القرآنية في هذه المدينة حيث كان له الفضل بعد الله عز وجل في تعليم ابناء المنطقة كتاب الله تعالى وتعليم حروف لغتنا إنه الشيخ البشوش المحب للخير قارئ القرآن الكريم بن تونسي المسعود المعروف عند أهل المنطقة بـ « سي المسعود » .
نسبه ونشـأنه :
هو المسعود بن السعدي بن جدو بن التونسي بن قنيسة بن سالم بن نويجم بن سعد بن محمد ولد عام 1925 بمنطقة "القليبات" كان أبوه صاحب جاه ومال وجود وكرم حيث عُرف ببيت علم تسمّى آنذاك ببيت "النزالة "لكثرة ترحالها فقد خصّصت لتعليم الصغار والكبار كتاب الله عز وجل .
في حياته صادف حوادث كثيرة لعل أهمها التي ذكرها حفظه الله حيث يروي أنه قد تعرّض أخوه مصطفى لبرص منذ الصغر أمّا أخوه الآخر محمد الصغير فأصابه حرق على وجهه ،، يحكي ويقول أن والده في أيام ترحالهم نزلوا ضيوفا على الشيخ المختار ،حيث طلب والده من هذا الشيخ الرقية لولديه المصابين محمد الصغير ومصطفى فأجابهم الشيخ ونزل عند رغبة الوالد فلماّ فرغ من ذلك ، تفرَّس في الولدين وكان شيخا حكيما فقال: أمّا محمد الصغير فيشفى من مرضه ، وأمّا مصطفى فيفقد بصره ولا يفقد بصيرة قلبه ، وفعلا تحقّقت فراسة الشيخ بإذن الله تعالى فمصطفى حفظ كتاب الله أمّا محمد الصغير فحفظ نصفه .
تعلُّمه وحفظه لكتاب الله :
تتلمذ على يد الكثيرين أمثال الشيخ علي بن سي عمارة بن ابراهيم ، وسي الطيّب بن المسعود سنوات عديدة حيث درس معه الكثير من أبناء عمّه و اخوانه الذين كان عددهم سبعة كلهم حفظة لكتاب الله .
وعن حاله يحكي كيف حفظ القرآن فقد أتمّ ختم حفظه على يد الشيخ عبد الرحيم بن سي الطيّب في عمر الثالثة عشر ربيعا ، ومن الطرائف التي حدثت له خلال تعلّمه أنه في يوم كان يتلوا آيات على مسامع شيخه الذي يتابعه ويقوّمه فحدث أن نسي آية يقول الشيخ حفظه الله فصفعني معلّمي صفعة لن أنساها .....
تعليمه لكتاب الله وتلامذته :
درّس الشيخ الكثيرين في بيته أولهم ابنه ناجي إمام مسجد عمر بن الخطّاب الذي حفظ كتاب الله هو الآخر أمّا ابنه محمد فقد حفظ نصفه وتلامذته الآخرين أمثال سعد بن الحنشي ومحمد بن الحنشي فقد ختموه شقّاً ولم يحفظوه كما يروي الشيخ عنهم ،
اعتمد الشيخ في تعليمه لكتاب الله الطريقة التقليدية المعروفة وهي التلقين والكتابة على اللوح فهذا ماكان متوفرا من وسائل آنذاك فلم تكن الكتب بالوفرة التي هي عليها الآن .
يروي الشيخ أنه بعد موت أبيه اظطر للعمل لإعالة أبنائه،فصار يعمل متنقلا بين الشمال والجنوب" التلّ وتقرت " مدة ستّ سنين ، وفي عام 1981م منّ الله عليه أن عيّن مؤذنا ومدرّسا من قبل مديرية الشؤون الدينية لولاية الجلفة.
ولمّا سُئل الشيخ عن امامته في صلاة التراويح فذكر أن بدايتها كانت قبل بناء مسجد عمر بن الخطّاب حوالي عام 1962م ، ثم صار يؤم المصلّين في مسجد عمر بن الخطاب بعد بنائه طبعا .
استمر الشيخ في العطاء وخدمة كتاب الله قرابة الثلاثين سنة بعد ذلك أحيل على التقاعد .ولازال يتلوا كتاب الله ويحفظه إلى الآن وهو في سنّ 89 عاما حفظه الله وبارك فيه وأطال في عمره نورا يذكرنا بشيخ لطالما داعبنا بنكاته وبوجهه البشوش ونصائحه العظيمة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق